لأن المتغذي يشبه ما تغذى به فينتقل الخبث من المأكول إلى الأكل ويكتسب من
أخلاقه.
المسألة السادسة: في بيان حكم أكل ما يستخبث:
قال أهل اللغة: «أصل الخبث في كلام العرب: المذموم والمكروه والقبيح من قول
أو فعل أو مال أو طعام أو شراب أو شخص أو حال» ([1]) وقد حرم الله الخبائث كلها ومن ذلك خبائث
الأطعمة.
والخبائث من الأطعمة نوعان: ما خبثه لمعنى قام به كالدم والميتة ولحم
الخنزير.
وما خبثه لفساد كسبه كالمأخوذ ظلمًا أو بعقد محرم كالربا والميسر ([2]) ولا شك أن كل
ما أحل الله سبحانه وتعالى من المأكل فهو طيب نافع في البدن والدين وكل ما حرمه أو
نص على خبثه فهو خبيث ضار في البدن والدين - لكن يبقى الإشكال في الأشياء التي لم
ينص على تحليلها ولا تحريمها أو خبثها - كيف الوصول إلى معرفة الطيب والخبيث منها:
· في ذلك قولان لأهل العلم:
القول الأول: أنه يرجع في ذلك إلى اعتبار العرب له «فكل ما يستخبثه الطبع السليم من العرب الذين نزل القرآن عليهم في غير حال ضرورة الجوع فهو حرام لقوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ} [الأعرَاف: 157] لأن معنى الخبيث معروف عندهم فما اتصف به فهو حرام
([1])تهذيب الأسماء واللغات ص(87) ج(2).
الصفحة 1 / 246