المبحث الأول في حكم أكل الميتة
****
المسألة الأولي: في تعريف الميتة وبيان الحكمة في تحريمها والرد على
استباحها من المشركين وغيرهم:
· تعريف الميتة:
الميتة هي: ما فارقته الروح بغير ذكاة شرعية. بأن يموت حتف أنفه من غير سبب
لآدمي فيه وقد يكون ميتة لسبب فعل آدمي إذا لم يكن فعله فيه على وجه الذكاة
المبيحة ([1]) وقد حرم الله
الميتة في آيات كثيرة من كتابه منها قوله سبحانه وتعالى: { إِنَّمَا
حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ} [النّحل: 115] وقوله سبحانه وتعالى: {حُرِّمَتۡ
عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ} [المَائدة: 3]
وقوله سبحانه وتعالى: {قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ
إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً} [الأنعَام: 145] وقد أجمع
العلماء على تحريم الميتة في حال الاختيار ([2]) والحكمة في
تحريمها: أنها تكون في الغالب ضارة لأنه لا بد أن تكون قد ماتت بمرض أو ضعف أو
نسمة خفيفة ما يسمي الآن بالميكروب.
يولد فيها سمومًا وقد يعيش ميكروب المرض في جثة الميت زمنًا -ولأنها مما تعافها الطباع السليمة وتستقذره وتعده خبثًا ([3]) - وكذلك ما فيها من احتباس الدم والرطوبات التي لا تزول منها إلا بالزكاة
([1])تهذيب الأسماء واللغات للنووي ص(146) ج (2) من القسم الثاني وأحكام القرآن للحصاص ص(107) ج (1).