النوع الثاني: الجراد ([1]): بفتح الجيم وتخفيف
الراء معروف والواحدة جرادة والذكر والأنثى سواء كالحمامة، ويقال أنه مشتق من
الجرد لأنه لا ينزل على شيء إلا جرده، وخلقة الجراد عجيبة فيها عشرة أنواع من خلقه
الحيوانات ذكر بعضها في هذين البيتين:
لها فخذ بكر
وساقا نعامة |
|
وقادمتا نسر
وجؤجؤ ضيغم |
حبتها أفاعي
الرمل بطنًا وأنعمت |
|
عليها جياد
الخيل بالرأس والفم |
واختلف في أصله فقيل أنه نثرة حوت فلذلك كان أكله بغير ذكاة وفي ذلك حديث
أنس: «أنَّ الْجَرَادَ نَثْرَةُ الْحُوتِ
فِي الْبَحْرِ» ([2]) وحديث أبي هريرة:
قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجٍّ أَوْ
عُمْرَةٍ فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُ
بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُوهُ فَإِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ»
([3]) صحا لكان فيهما حجة
لمن قال لا جزاء فيه إذا قتله المحرم وجمهور العلماء على خلافه، وإذا ثبت فيه
الجزاء دل على أنه بري» ([4]).
أما حكم أكله فقد أجمع ([5]) العلماء على جوازه في الجملة بدليل الحديث السابق قريبًا «أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ» وحديث عبد الله ([6]) ابن أبي أوفي قال: «غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَوْ سِتًّا كُنَّا نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ» ([7]).
([1])ما بين القوسين من فتح الباري ص(620 - 621) ج (9) ببعض تصرف.