والإِيمَانُ يتفَاوَتُ؛ مِنهُ إِيمَانٌ قَوِي،
إِيمَانٌ كَامِلٌ، وَمِنه إِيمَانٌ ضَعِيف، وَمِنهُ إِيمَانٌ بَيْن ذَلِك،
الإِيمَانُ يَتَفَاوَت، وَيَزِيدُ ويَنقُصُ؛ كَمَا يَأتِي.
الإِيمَانُ
فِي الّلغَةِ: التَّصدِيقُ، هَذَا فِي الّلغَةِ، آمَنَ لَه،
يَعنِي: صَدَّقَه، وَآمَن بِه، أَيْ: صَدَّق بِه، وَلَكنَّ الإِيمَانَ فِي
الشَّرعِ لاَ يَقتَصِرُ عَلَى التَّصدِيقِ.
الإِيمَانُ
فِي الشَّرعِ: هُو قَولٌ بِالّلسَانِ، وَاعتِقَادٌ
بِالقَلبِ، وعمَلٌ بِالجوَارِحِ.
لاَ
بدَّ مِن هَذِه الأمُورِ الثلاَثةِ، لَيْس مُجرَّدَ التَّصدِيقِ، بَل هُو تَصدِيقٌ
مَعَه أَعمَالٌ بِالّلسَانِ، وأَعمَالٌ بِالقَلبِ، وَأَعمالٌ بِالجوَارِحِ،
فيَكُونُ إيمَانُه صَحِيحًا.
أمَّا
الإِيمَانُ الّلغَوِي، فهَذَا لاَ يَنفَعُ صَاحِبَه، فَهُنَاك الإِيمَانُ
الّلغَوِي، وَهنَاكَ الإِيمَانُ الشَّرعِيّ الّذِي مَعَنَا، أمَّا الإِيمَانُ
الّلغوِي، فيُوجَدُ عِندَ المُسلِمِ وَعِندَ الكَافِرِ، كلٌّ فِي قرَارَةِ نَفسِه
وَقلبِه يُؤمِنُ بِاللهِ الخَالِقِ الرَّزاقِ، المُحيِي المُمِيتُ، ولكنْ لَيْسَ
مَع إيمَانِه بِالقلْبِ عمَلٌ.
وكذََلِكَ
الإِيمَانُ لَيْسَ هُو العمَلُ فَقَطْ بِدُونِ تَصدِيقٍ بِالقَلبِ؛ لاَ بدَّ إِذًا
مِن ارتِبَاطِ الإِسلاَمِ بِالإِيمَانِ: قَولٌ بِاللسَانِ، واعتِقادٌ بِالقَلبِ،
وَعَملٌ بِالجوَارِحِ، فَالإِيمَانُ بِاللسَان فَقَط دًُونَ الإِيمَانِ بِالقَلبِ
هذَا إِيمَانُ المنَافِقِين، الإِيمَانُ بِاللسَانِ فَقَطْ إِيمَانُ
المُنَافِقِين، لاَ يُسَمَّى إِيمَانًا.
الّذِي
يقُولُ: إنَّ الإِيمَانَ هُو القَولُ بِالّلسَانِ. هذَا خَطأٌ، وهُو مَذهَبُ
الكرَّامِيّةِ، فَالمنَافِقُون يقُولُونَ بِألسِنَتِهم مَا لَيسَ فِي قلُوبِهم؛
كمَا ذَكَرَ اللهُ عَنهُم، وَلَيْسَ الإِيمَانُ فِي القَلبِ فَقَط - كَمَا يَقولُ
الأشَاعِرةُ،