بَابٌ: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ
كَمَا
يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ مِنَ الإِيمَانِ
****
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ
حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ عز وجل، وَمَنْ
يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا
يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ».
****
نَعَم، إذَا كَرِهَ الكُفرَ - كرِهَ أنْ
يَترُكَ دِينَه وَيكفُرَ-؛ كمَا يَكرَهُ أنْ يُقذَفَ فِي النَّارِ، فهَذَا دَليلٌ
علَى صِحّةِ إِيمَانِه وَصِدقِ إِيمَانِه. كَونُه يُؤثَرُ أنْ يُلقَى فِي
النَّارِ، وَلاَ يَرتَدّ عَن دِينِه، هَذا دَليلٌ عَلَى صِدقِ إِيمَانِه،
والكرَاهِيةُ عَملٌ مِن الأَعمَالِ، الكَرَاهِيةُ عَملٌ قَلبِيٌّ، فَدلَّ عَلَى
أنَّ الأَعمَالَ مِن الإِيمَانِ، سَواءٌ كَانَت أَعمَالاً قَلبِيّةً، أَو
أَعمَالاً بَدَنِيّة.
هَذَا
مرَادُ المصَنِّفِ رحمه الله مِن هَذِه التَّراجِمِ؛ لأنَّ الكِتَابَ كلَّه «كِتَابُ الإِيمَانِ»، في هَذَا
المَوضُوع كَمَا سَبَقَ.
قَالَ رحمه الله: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ عز وجل، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ، مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ»، هذَا سَبَقَ الحَدِيثُ عَنه، وَسَبَق الكَلامُ علَيه، لَكِن أَعَادَه؛ لِيَستَدلَّ بِه علَى أنَّ
الصفحة 1 / 190