×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابُ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ

****

انتَهَينَا مِن قَضِيّةِ الصّلاةِ إلَى بَيتِ المَقدِسِ، والصَلاةِ إلَى الكَعبَةِ، وَلاَ شَكَّ أنَّ تَحوِيلَ الكَعبَةِ أَحدَثَ عِندَ النّاسِ استِغرَابًا؛ فَاليَهودُ أَنكَرُوا هَذَا، وَهُم يَعلَمُون أنّه حَقٌّ، وَلَكنَّهم يُكَابِرُون.

والمُشرِكُونَ - أيضًا - فَرِحُوا، قَالُوا: هَذَا رَجلٌ يَتَخبَّطُ؛ حِينًا كَذَا وَحِينًا كَذَا، فَفَرِحُوا بِالاعتِرَاضِ علَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

وَأَناسٌ مُسلِمُون ضِعَافُ الإِيمَانِ ارتَدُّوا عَن دِينِ الإِسلاَمِ - والعِيَاذُ بِاللهِ-؛ تَأثُّرًا بِاليَهُودِ، وَلِهذَا قَالَ تعالى: ﴿وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ [البقرة: 143]، وإنَّها - أيْ: قَضِيةُ تَحوِيلِ القِبلَةِ مِن بَيتِ المَقدِسِ إلَى الكَعبَةِ - ﴿لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ [البقرة: 143].

فهَؤُلاءِ يَقبَلُون مَا أَمَرَ اللهُ بِه، وَلاَ يَعتَرِضُون، أمَّا الّذِين عِندَهم ضَعفُ إِيمَانٍ، أَو عِندَهم شَكٍّ، فَإنَّهم تَكبُرُ عَلَيهم هَذِه المَسألَةُ، وَلاَ يَعلَمُون أنَّ الأَمرَ للهِ، يُشرِّع مَا يَشَاءُ سبحانه وتعالى، وَالطَّاعَةُ هِي اتّباعُ أَمرِ اللهِ، لاَ اتّبَاعَ الهَوَى والتَّعَصّبَ لمَا عَلَيهِ الآبَاءُ والأَجدَادُ، هَذَا هُو الإِيمَانُ؛ يَدُورُ مَعَ أَمرِ اللهِ عز وجل حَيثُ دَارَ.

فَتَحوِيلُ القِبلَةِ امتِحَانٌ بِلا شَكٍّ: ﴿وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ [البقرة: 143].


الشرح