×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

كِتَابُ الإِيمَانِ

****

بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ»، وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ،

****

  بِالسَّندِ إلَى الإِمَامِ البُخَارِي رحمه الله قَالَ: «بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابُ الإيمان، بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ»، وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ».

وهذَا قَولُ الإِمَامِ البُخَارِي، وهُو قَولُ أئِمَّةِ الإِسلاَمِ قَاطِبةً، هُو قولٌ وفعلٌ واعتقادٌ؛ فِعلٌ يَعنِي: عَمَلٌ وقولٌ، وفعل أي: عمل واعتقاد القول يكُونُ بِاللسَانِ، وَالاعتِقَادُ يكُونُ بِالقَلبِ، وَالعمَلُ يكُونُ بِالجوَارِحِ - يعني: بِالأَعضَاءِ - ظاهرًا، هَذَا هُو الإِيمَانُ عِندَ أَهلِ السّنةِ وَالجمَاعَةِ.

أَيضًا الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنقُصُ؛ خِلاَفًا لِمَن قَالَ -كقولِ المرجئة-: الإِيمَانُ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنقُصُ. لاَ، الإِيمَانُ يَزِيدُ، وَيَنقُصُ.

قال الله جل وعلا: ﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ [التوبة: 124]؛ يَعنِي: يقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ: ﴿أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ [التوبة: 124]، دلَّ عَلَى أنَّ الإيمَانَ يَزِيدُ، قال تعالى: ﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ [مريم: 76]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2]، فهَذِه تَدُلّ علَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ؛ كمَا أنَّ الإِيمَانَ يَنقُصُ عِندَ بَعضِ النّاسِ، حتَّى لاَ يَلقَى مِنهُ إلاَّ مِثقالَ ذَرّةٍ؛ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ


الشرح