×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: المَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ،

وَلاَ يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إلاَّ بِالشِّرْكِ

****

لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].

****

  المَعاصِي مِن أمُورِ الجَاهِلِيّة، كلُّ المَعَاصِي مِن أمُورِ الجَاهِلِيّة، والجَاهِلِيّةُ: مَا قَبلَ الإسلاَمِ، الجَاهِلِيّةُ: مَا قَبْلَ بِعثَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَهِي مَذمُومَةٌ، كلُّ صِفَاتِها وَأَفعَالِها مَذمُومةٌ، ونَحنُ مَنهِيّونَ عَن التَّشبُّهِ بِأهلِ الجَاهِلِيّة، وَمَنهِيّون عَن أَعمالِ أَهلِ الجَاهِلِيّة، وَمَن كَانَت فِيهِ خَصلَةٌ مِن خِصَالِ الجَاهِلِيّة، فَإنّه لاَ يَخرُجُ مِن المِلّةِ، بَل يَكفُرُ الكُفرَ الأَصغَرَ، الّذِي لاَ يُخرِج مِن المِلّةِ.

وَسَببُ هَذَا الحَدِيثِ أنَّ أحَدَ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم قَالَ لِصَحابيٍّ آخَر أَسوَدَ الّلوْنِ، صَارَ بَينَهُمَا سُوءُ تَفَاهمٍ، قَالَ لَه أَخُوهُ: يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ - يُعيِّرُه بِذَلِك- لأنَّ أمّهُ سَودَاءُ، فعَيَّرَه بِأُمّهِ، وَهَذا مِن أمُورِ الجَاهِلِيّةِ التَّعيِير بِالنَّسَبِ، أَو التَّعيِيرُ بِالنَّقصِ الّذِي يكُون فِي الإِنسَانِ، هَذَا مِن أمُورِ الجَاهِلِيّة، أمَّا الإِسلاَمُ، فإنّه يَمنَعُ مِن التَّعيِيرِ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ [الحجرات: 11].


الشرح