×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: مَا جَاءَ إِنَّ الأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالحِسْبَةِ،

وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى

****

فَدَخَلَ فِيهِ الإِيمَانُ، وَالوُضُوءُ، وَالصَّلاَةُ، وَالزَّكَاةُ، وَالحَجُّ، وَالصَّوْمُ، وَالأَحْكَامُ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قُلۡ كُلّٞ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ [الإسراء: 84] عَلَى نِيَّتِهِ. «نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ» وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ».

****

  نَعَم لِقَولِه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّـات» ([1])، فَدلَّ علَى أنَّ النّيةَ عمَلٌ قَلبِيٌّ لاَ شكَّ، النّيةُ عَمَلُ قَلبٍ، فَجَاءَ وَجَعَلَها مِن الإِيمَانِ.

«وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»؛ مِن الأَعمَالِ، مِن الخَيرِ وَالطّاعَاتِ، أوْ نَوَى شرًّا، فَلَه مَا نَوَى.

«فَدَخَلَ فِيهِ الإِيمَانُ، وَالوُضُوءُ، وَالصَّلاَةُ، وَالزَّكَاةُ، وَالحَجُّ، وَالصَّوْمُ، وَالأَحْكَامُ»؛ لأنَّ هَذِه أَعمالٌ، انْتَبِهُوا النّيةُ شَرطٌ لكُلِّ عَملٍ، دَخَلَ فِيهِ الوُضُوءُ، لاَ بدَّ لَه مِن نِيةٍ.

«الإِيمَانُ، وَالوُضُوءُ، وَالصَّلاَةُ»، والوُضُوءُ عَرَفنَاه، وَالصَّلاةُ تَحتَاجُ إلَى نِيةٍ، لَيْسَ هنَاكَ عِبَادَةٌ إلاَّ وتَحتَاجُ إِلَى النّيةِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ» هذَا عُمُومٌ، «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّـات»، أمَّا لَو قَامُوا، وَرَكعُوا، وسَجَدُوا، وَلاَ نَوَى صَلاةً، مَا تَصِيرُ صلاَةً، وَإنْ كَانَت أَعمَالُها أَعمَالَ الصَّلاَةِ، كَذَلِك لَو تَوَضَّأ، وَغَسَلَ أَعضَاءَه عَلَى


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).