بَابٌ: أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟
****
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
القُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي
الله عنه، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟
قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ» ([1]).
****
الإِسلامُ
تَتَفاضَلُ خِصَالُه، وَخِصَالٌ كَثِيرةٌ وأَعمَالٌ كَثِيرةٌ، وَهَذِه الخِصَالُ
تتفَاضَلُ؛ بَعضُها مِن بَعضٍ، وهَذِه الأَعمَالُ بَعضُها أَفضَلُ مِن بَعضٍ،
والمُسلِمُون بَعضُهُم مِن بَعضٍ؛ حَسَبَ مَا يُؤتِيه اللهُ عز وجل، لاَ كمَا
يَقُولُه المُرجِئةُ: إنَّ الإِسلامَ والإِيمانَ شَيءٌ وَاحدٌ، وَلاَ يَتفَاضَلُ،
ويَقُولُون: الإِيمَانُ أَهلُه فِي أَصلِه سَوَاءٌ. هذَا غَلطٌ؛ لَيسُوا سَوَاءً،
بَل مِنهُم المُؤمِن الإِيمَان الكَامِل، وَمِنهُم الإِيمَانُ الضَّعِيفُ، وَمِنهم
المُتَوسِّط.
قَولُه: «عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الإَسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ»»: هَذا مِثلُ الحَدِيثِ الّذِي قَبلَه: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، وَهَذا فِيهِ أنَّ هَذا أَفضَلُ الإِسلامِ، هَذَا الحَدِيثُ فِيهِ أنَّ كفَّ اللسَانِ وَكفَّ اليدِ عَن أَذِيّةِ النّاسِ أنَّه مِن أَفضَلِ خِصَالِ الإِسلاَمِ، فدلَّ عَلَى أنَّ الإِسلامَ يَتَفَاضَلُ، وبَعضُه أَفضَلُ مِن بَعضٍ، والمسلِمُون يَتَفَاضَلُون؛ بَعضُهم أَفضَلُ مِن بَعضٍ؛ بِحَسَب مَا يُؤتِيَهم اللهُ مِن الطّاعَةِ وَتَركِ المَعصِيةِ.