×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: اتِّبَاعُ الجَنَائِزِ مِنَ الإِيمَانِ

****

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ المَنْجُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ - قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ-، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ» تَابَعَهُ عُثْمَانُ المُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ ([1]).

****

هذَا كِتَابُ الإِيمَانِ كلُّه فِي أنَّ الأَعمَالَ مِن الإِيمَانِ؛ رَدًّا عَلَى مَن؟ عَلَى المُرجِئَةِ؛ أنَّ الأَعمَالَ كلَّها - فَرْضَهَا وَنَفلَها - مِن الإِيمَانِ؛ رَدًّا علَى المُرجِئَةِ الّذِين يقُولُونَ: الأَعمَالُ لَيسَت مِن الإِيمَانِ. وَسَيَأتِي - أيضًا - النَّصُّ عَلَيهم وَالرّدُّ عَلَيهم صَرَاحَةً مِن البُخَارِي رحمه الله؛ لأِنَّهم فِرقَةٌ ابتُلِيَ المُسلِمُون بِهَا؛ كمَا ابتُلُوا بِالخَوَارِجِ، الّذِين هُم علَى النَّقِيضِ مِن المُرجِئَةِ، همَا طَرَفَا نَقِيضٍ؛ الخَوَارجُ يُغلُونَ، ويُزِيدُون، وهَؤلاَءِ يُنقِصُونَ - والعِياذُ بِاللهِ-، فَهُم عَلَى طَرَفَي نَقِيضٍ، ابتُلِيَت بِهم الأُمّةُ؛ فيَجِبُ عَلَى المُسلِمِ أنْ يَعرِفَ الطَّائِفَتَين مِن أَجلِ أنْ يَحذَرَ مِنهُما.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (47).