بَابُ حَلاَوَةِ الإِيمَانِ
****
مِن شُعبِ الإِيمَانِ أنْ يَجِدَ الإِنسَانُ
حَلاوَةَ الإِيمَانِ؛ لأنَّ كَثِيرًا مِن النّاسِ مُؤمِنٌ، لَكنْ مَا يَجدُ
حَلاوَةَ الإِيمَانِ، حَلاوَةَ الإِيمَانِ هَذِه شَيءٌ زَائِدٌ عَلَى أَصلِ الإِيمَانِ.
حَلاَوَةُ
الإِيمَانِ: أنْ تَتلذَّذَ بِالطَّاعَاتِ، فَإذَا وَجَدتَ
نَفسَك تَتَلذَّذُ بِالصّلاةِ، بِالصّيامِ، بِالجِهَادِ فِي سَبيلِ اللهِ،
تَتلذَّذُ بِالطّاعَةِ، هَذِه حَلاوَةُ الإِيمَانِ، وَأمّا إذَا أَتَى العَبدُ
بِالعِبَادةِ، وَهُو لاَ يتَلذَّذُ بِهَا، فَهذَا فَاقدٌ لِحَلاوَةِ الإِيمَانِ،
فَالإِيمَانُ لَه حَلاوَةٌ، وهِي ثَمرَةُ الإِيمَانِ، عَلامَتُها أنْ تَتَلذَّذَ
بِالعِبادَةِ، تَتَلذّذُ بِالطّاعَةِ أَلذّ مِن أيِّ شَيءٍ فِي الدّنيَا، وَهَكذَا
كَانَ الصَّالِحُون يَتلذَّذُون بِقيَامِ الّليلِ، يَتلذَّذونَ بِالصّيامِ،
يَصبِرُونَ عَلَى المَشقّةِ، يَتلذَّذُونَ بِالجِهادِ فِي سَبيلِ اللهِ،
يُقدِّمُون أَنفُسَهم لِلجِهادِ فِي سَبيلِ اللهِ؛ لأنَّهم يَجِدُون لذَّة لاَ
يُعَادِلها شَيءٌ، فَهَذا مِن ثَمَرَات الإِيمَانِ، وَمِن مُكمِّلاتِه.
أمَّا الَذِي يَأتِي بِالطّاعَةِ مُمتَثِلاً لأِمرِ اللهِ ورَسُولِه، وَلكنَّه لاَ يَجدُ الّلذَّةَ، هَذَا يُعتبَرُ مُؤمنًا، لَكِنّه فَاقدٌ لِهَذِه الصِّفةِ، فَكَذلِك لا بُدَّ مِن مَحبّةِ الطاعَةِ، ومَن يَكرَهُ الطاعَةَ، هذَا كَافرٌ، مَن يَكرَهُ الصّلاةَ، يَكرهُ الصّيامَ، يَكرَهُ الجِهَادَ، هَذَا يُعتبَرُ غَيرُ مُؤمنٍ، فكلُّ مُؤمنٍ عِندَه مَحبّةٌ لِلطاعَةِ، لَكنَّ الكَلامَ عَلَى التلَذُّذِ، التلذُّذِ بِالطّاعَةِ شَيءٌ زَائدٌ عَلَى الأَصلِ؛ لأنَّ العِبادَةَ فِيهَا مَشقّةٌ، فِيهَا تَعبٌ لِلنفُوسِ، مَا يَتَلذَّذُ بهَا إلاَّ مَن كمُلَ إِيمَانُه، وَهَذه هِي الحَلاوَةُ الّتِي يَجِدُها المُسلِمُ.
الصفحة 1 / 190