حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ
أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ:
أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ
يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي
الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» ([1]).
****
قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ»؛ يَعنِي: ثَلاثُ خِصَالٍ مَن وَجَدَهنّ، وجَدَ حَلاوَةَ
الإِيمَانِ، مَا هِي ثَلاثُ الخِصَالِ؟ الأُولَى: «أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»،
مَا تَقدَّمَ عَلَى مَحبّةِ اللهِ ومَحبّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم مَحبّةَ
أيِّ شَيءٍ؛ لاَ وَلَدَك، وَلاَ وَالِدَك، وَلاَ النّاسَ أَجمَعِين - كَمَا سَبَق-.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»، الدَّلِيلُ أنّكَ تُقدِّمُ مَا يُحبُّه اللهُ عًلًى مًا تُحبُّه نَفسُك، أنتَ تُحبّ الأَشيَاءَ، وَلَيسَ عَليكَ لَومٌ إِذَا أحبَبتَ الخَيرَ، لَكنْ إذَا تَعارَضَت محبّةُ هذِه الأَشيَاءِ معَ مَا يُحبُّه اللهُ، وَقَدَّمتَ هَذِه الأَشيَاءَ، هَذَا دَليلٌ عَلَى نَقصِ المَحبَّةِ للهِ، أمَّا إذَا قَدَّمتَ محبّةَ اللهِ، هَذَا دَليلٌ علَى كمَالِ الإِيمَانِ؛ وَلِهذَا قَالَ - سبحانه-: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ﴾ [التوبة: 24]؛﴿فَتَرَبَّصُوا﴾ أيْ: انْتَظِرُوا - هذَا وَعِيدٌ - ﴿حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ﴾،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).