×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: عَلاَمَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ

****

مِن عَلامَاتِ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنصَارِ رضي الله عنهم؛ مِن خِصَالِ الإِيمَانِ وَمِن شُعبِ الإِيمَانِ.

الأَنصَارُ رضي الله عنهم مَن هُم؟ الأَنصَارُ رضي الله عنهم المُرَادُ بِهِم: أَهلُ المَدِينةِ مِن الأَوسِ وَالخَزرَجِ، الّذِينَ بَايعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِندَ العقَبَةِ علَى أنْ يُهَاجِرَ إِلَيهِم، وأنْ يُناصِرُوه، وَيَحمُوه، وَيَؤوُوه، فَهَاجرَ إلَيهِم صلى الله عليه وسلم هُو وَأَصحَابَه رضي الله عنهم، فَصدَّقوا بِمَا التَزمُوا بِه، فَآوَوا وَنَصرُوا، وَبَذلُوا أَموَالَهم، وَشَرَّكوا إِخوَانَهم المُهَاجِريين فِي أَموَالِهم، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ؛ أَي: مِن قَبلِ المُهَاجِرِين، ﴿يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [الحشر: 9]، هَذِه الآيَةُ فِي الأَنصَارِ رضي الله عنهم، وَالتِي قَبلَها فِي فقَرَاءِ المُهَاجِرِين رضي الله عنهم، الّذِين أُخرِجُوا مِن دِيَارِهم وأَموَالِهم، فَلا بُدَّ مِن مَحبّةِ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم كُلِّهم - المهاجرين والأنصار - لاَ بُدَّ مِن مَحبّةِ الصَّحابَةِ كُلِّهِم رضي الله عنهم.

لَكِنْ يُحبُّ المُهَاجِرِين رضي الله عنهم لِهِجرَتِهم، وَيُحبُّ الأَنصَارَ رضي الله عنهم لِنُصرَتِهم ِلرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانُوا فِي الأَوّلِ يُسمَّونَ بَنِي قِيَلَة؛ نِسبَةً إلَى أُمِّهم أَو جَدَّتِهم، يُسمَّون الأَوسَ والخَزرَجَ، ثمَّ إنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُم بِالأَنصَارِ رضي الله عنهم، فهَذِه تَسمِيةٌ مِن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لَهُم إِكرَامًا لَهم، فَصَارُوا يُسمَّونَ بِالأَنصَارِ رضي الله عنهم.


الشرح