بَابٌ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنَ الإِسْلاَمِ
****
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:
أَيُّ الإِْسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ
عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» ([1]).
****
لمَّا
ذَكَر الإِمامُ البُخَارِي رحمه الله فِي الحَدِيثِ السَّابقِ حَدِيثَ الشُّعب -
شُعَبِ الإِيمَانِ - أرَادَ فِي هَذِه الأَبوَابِ أنْ يَذكُرَ شَيئًا مِن هَذِه
الشُّعبِ، وَمِنهَا: إِطعَامُ الطعَامِ لِلمُحْتَاجِين؛ بِمَا فِيهِم
الفُقَراءُ، والمَسَاكِينُ، والضَّيفُ، وَغَيرُ ذَلِك مِمَّن يَحتَاجُ الطَّعامُ،
فهَذَا مِن الإِيمَانِ، الّذِي يُبذِلُ الطّعامَ لِلنَّاسِ هَذَا يَدلُّ علَى
إِيمَانِه، وَهَذَا مِن شُعَبِ الإِيمَانِ، إِطعَامُ الطّعَامِ هَذَا مِن شُعَبِ
الإِيمَانِ؛ لأنَّ المُنَافِق بَخِيلٌ لاَ يُنفِقُ؛ يَقبِضُونَ أَيدِيهِم.
وذِكرُ اللهِ أنَّ المنَافِقِين يَقبِضُونَ أَيدِيهِم؛ أَيْ: عَن النَّفقَةِ وَعَن الصَّدقَةِ، فَالمُؤمِنُ الّذِي يَبذُلُ الطّعامَ تَقرُّبًا إلَى اللهِ، هَذَا دَلِيلٌ أوْ هَذَا مِن إِيمَانِه؛ يَعنِي: مِن الإِيمَانِ إِطعَامُ الطّعامِ، هَذَا مِن الإِيمَانِ مِن خِصَالِ الإِيمَانِ أَو مِن شُعَبِ الإِيمَانِ، وَالّذِي لاَ يَبذُلُ الطعَامَ هذَا مِن شُعَبِ النّفَاقِ.
الصفحة 1 / 190