بَابٌ: قِيَامُ لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ الإِيمَانِ
****
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1]).
****
نَعَم
كَمَا أنَّ الكُفرَ يَتَفَاوَتُ، وَالشِّركُ يَتَفَاوَتُ، والظُّلمُ يَتَفَاوَتُ،
وَالنِّفاقُ يَتَفَاوَتُ، كَذَلِك الإِيمَانُ يَتَفَاوَتُ: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلاَهَا قَوْلُ: لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ
شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([2])،
فَالإِيمَان لَه خِصَالٌ كَثِيرَةٌ، وَشُعَبٌ كثيرة؛ بِضْعٌ وَسِتُّون، أَو بِضعٌ
وَسَبعُونَ شُعْبَةً، أَو أَكثَرُ، كلُّ الطّاعَاتِ مِن الإِيمَانِ، مِن خِصَالِ
الإِيمَانِ، وَقَد ألَّفَ الإِمَامُ البَيهَقِي كِتَابًا حَافِلاً اسمُه: «شُعَبُ الإِيمَانِ»، ذَكَر فِيه شُعبَ
الإِيمَانِ الوَارِدَةِ فِي الحَدِيثِ؛ بِضعٌ وَسِتّونَ، أَو بِضعٌ وَسَبعُونَ.
فَكلُّ الأَعمَالِ الصَّالِحةِ مِن الإِيمَانِ، مِن النّاسِ مَن يَستَكمِلُها، وَمِنهُم مَن يَأخُذُ بَعضَها، وَمِنهُم مَن يَتَوَسَّط، النَّاسُ لَيسُوا وَاحِدًا فِي الإِيمَانِ، لَيْسُوا سَوَاءً فِي الإِيمَانِ - كَمَا تَقُولُه المُرجِئَةُ-، إنَّمَا النّاسُ يَتَفَاوَتُون فِي الإِيمَانِ، بَعضُهم أَقوَى إِيمَانًا مِن البَعضِ الآَخَرِ، وَأكثَرُ عَمَلاً صَالِحًا مِن البَعضِ الآخَرِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (35)، ومسلم رقم (760).
الصفحة 1 / 190