×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابُ فَضْلِ مَنِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ

****

 حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، ألاَّ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألاَّ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألاَّ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَّ وَهِيَ القَلْبُ» ([1]).

****

  هَذَا حَدِيثُ النُّعمَانِ بنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»، هُنَاك مُحرَّماتٌ بيِّنةٌ؛ مِثلُ: الخَمرِ، وَالرِّبَا، والزِّنَا، والسَّرِقةِ، هذِه بيِّنةٌ، يَعرِفُ كلُّ أَحدٍ أَنَّها حَرامٌ، وَلاَ يَقُولُ أَحدٌ: إنَّها حَلالٌ، وَفِي قَلبِه إِيمَانٌ أَبدًا، لاَ يَقُولُ أنها حلال إلاَّ مُلحِدٌ أَو كَافِرٌ، أمَّا المُسلِمُ، فَلا أَحدٌ يقُولُ: إنَّ الرِّبَا حَلالٌ، وَلاَ يَقُولُ: إنَّ الزِّنَا حَلالٌ، وَلاَ أَحدٌ يَقُولُ: إنَّ السَّرِقةَ حَلالٌ. هَذَا حَرامٌ بيِّنٌ.

وَهُناكَ حَلالٌ بيِّنٌ؛ مِثلُ: البَيعِ، مِثلُ: الهِبةِ والعَطِيَّة، مِثلُ: الطَّيبَاتِ؛ الأَطعِمَةِ الطَّيبَةِ وَالأَشرِبَةِ الطَّيبَةِ: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ [الأعراف: 157]،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).