×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: أَدَاءُ الخُمُسِ مِنَ الإِيمَانِ

****

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْلِسُنِي عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ،

****

  أدَاءُ الخُمُسِ هذَا عَملٌ، الخُمُس هُو خُمْسُ الغَنِيمَةِ، اللهُ جل وعلا أَمَر بِأنَّ الغَنِيمَةَ يُنزَع مِنهَا الخُمْسُ للهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى، والبَاقِي يُقسَّمُ أَربعَةَ أَخمَاسٍ، يُقسَّم بَيْن الغَانِمِين؛ لِلفَارِسِ ثَلاثَةُ أَسهُمٍ، سَهمٌ لَه وَسَهمَانِ لِفَرَسِه، وَلِلرَّاجِلِ سَهمٌ وَاحِدٌ ([1])، يُقسَّم بَيْن الغَانِمِين: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ [الأنفال: 41]، فَمَا بَقِيَ بَعدَ الخُمسِ هَذَا يُقسَّم بَيْنَ الغَانِمِين.

فَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ أَدَاءَ الخُمسِ مِن المَغَانِم، جَعَلهُ مِن الإِيمَانِ؛ كمَا فِي حَدِيثِ وفَدِ عَبدِ القَيْسِ.

قَالَ رحمه الله: «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْلِسُنِي عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي، فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ»؛ يَعنِي: يَتعَلَّمُ مِنهُ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (53)، ومسلم رقم (17).