بَابُ:
﴿وَإِن
طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ
بَيۡنَهُمَاۖ﴾ [الحجرات: 9]،
فَسَمَّاهُمُ المُؤْمِنِينَ.
*****
هَذَا - أَيضًا - يَدلُّ عَلَى أنَّ القِتَالَ
بَيْن المُسلِمِين لاَ يَسلُبُهم الإِيمَانُ، وَأنَّ القَتلَ وَلَو كَانَ بِغَيرِ
حَقٍّ لاَ يَسلُبُ القَاتِلَ الإِيمَانَ، بَل هُو فَاعلٌ لِكَبِيرةٍ مِن كبَائِرِ
الذّنُوبِ، تُنقِصُ إِيمَانَه، وَلَكنَّها لاَ تُخرِجُه مِن الإِيمَانِ، مَعَ أنَّ
قَتلَ النفُوسِ بِغَيرِ حَقٍّ كَبِيرةٌ مِن كبَائِرِ الذّنُوبِ، وَلكنْ لاَ
تُخرِجُ القَاتِلَ مِن الإِيمَانِ.
وَهَذا
- أيضًا - رَدٌّ عَلَى الخَوَارجِ، وَسُبحَانَ اللهِ ! هُم يُكفِّرُونَ
بِالكَبِيرَةِ، وَهُم يَقتُلُونَ المُسلِمِين، يُكفِّروُنَ بِالكَبِيرَةِ،
وَمِنهَا القَتلَ.
قَالَ
اللهُ جل وعلا: ﴿وَإِن
طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ﴾
[الحجرات: 9]، سمَّاهُم مُؤمِنِين مَعَ أنَّهم يَقتَتِلُون، فَدلَّ علَى أنَّ الاقتِتَالَ
بَيْن المُسلِمِين لاَ يُخرِجُهم مِن الإِيمَانِ.
﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ﴾ [الحجرات: 9]؛ أيْ: صَارَ بَيْنَهم قِتَالٌ، ﴿فَأَصۡلِحُواْ
بَيۡنَهُمَاۖ﴾ [الحُجُرات: 9]، الوَاجِبُ
الصُّلحُ بَيْن الفِئَتَين المُتَقاتِلَين.
والطَّائِفةُ هِي: الفِرقَةُ، وَقَد تُطلَقُ الطَّائِفةُ عَلَى وَاحدٍ أَو أَكثَر، يُقالُ لِلوَاحدِ: طَائِفةٌ، ويُقَالُ لِلاثْنَين، والثَّلاَثَةِ، والعَشرَةِ، يُقالُ لَهم: طَائِفَةٌ،
الصفحة 1 / 190