×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِيمَانِ،

وَالإِسْلاَمِ، وَالإِحْسَانِ، وَعِلْمِ السَّاعَةِ

****

وَبَيَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ، ثُمَّ قَالَ: «جَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ دِينًا، وَمَا بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِوَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ مِنَ الإِيمَانِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ [آل عمران: 85].

****

  لخَّص الإِمَامُ البُخَارِي رحمه الله حَدِيثَ جِبْرِيلَ عليه السلام فِي هَذِه التَّرجمَةِ، وَبيَّن المُرادَ مِن إِيرَادِها فِي هَذِه التَّرجمَةِ؛ أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ الإِسلاَمَ وَالإِيمَانَ وَالإِحسَانَ كلَّه مِن الدِّينِ، فَقَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُم».

وَفِي هذَا رَدٌّ عَلَى المُرجِئةِ الّذِين يُخرِجُون الأَعمَالَ عَن الإِيمَانِ وَعَن الدِّينِ؛ لأِنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم جعَلَ الإِسلاَمَ، وَهُو أَعمالُ جَوَارحٍ، وَجَعَل الإِيمَانَ، وَهُو مِن أَعمَالِ القَلبِ، وَجَعَلَ النّطقَ بِالشهَادَتَين؛ أنْ تَشهَدَ أنَّ لاَ إِلَه إلاَّ اللهُ، جَعَلَه مِن الدّينِ، كلُّ هذَا مِن الدِّينِ، وَالدِّينُ وَالإِيمَانُ والإِسلاَمُ بِمَعنًى وَاحدٍ، فهَذا وَاضِحٌ فِي الرّدِّ عَلَى المُرجِئةِ الّذِينَ يَفصِلُون الأَعمَالَ عَن الدِّينِ.

·       المُرجِئةُ كَثِيرةُ الفِرَقِ، لكنْ تتَلخّصُ فِرَقُهم فِي أَربَعٍ:

الفِرقَةُ الأُولَى الجَهْمِيّةُ: الّذِينَ يقُولُون: الإِيمَانُ مجرَّدُ المَعرِفةِ بِالقَلبِ، حتَّى ولَو لَم يُعتَقَدْ، مُجرَّدُ المَعرِفة فِي القَلبِ هَذَا هُو الإِيمَانُ، هَذَا قَولُ الجَهمِيّةِ، وَهَذا أَوّلُ مذَاهِبِ المُرجِئَةِ.


الشرح