×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

بَابٌ: تَطَوُّعُ قِيَامِ رَمَضَانَ مِنَ الإِيمَانِ

****

 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1]).

****

  قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ»، فدَلَّ علَى أنَّ قِيامَ رَمَضَانَ، وَصَلاةَ التَّرَاوِيحِ والتَّهَجّدِ مِن الإِيمَانِ.

قَالَ رحمه الله: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»»؛ يَعنِي: كلَّ رمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا «غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2])، هذِهِ كلُّها أَعمَالٌ؛ صِيَامٌ وَقِيامُ رَمَضَانَ كلِّه، أَو قِيامُ لَيلَةِ القَدرِ، كلُّ هَذَا يَدلُّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَتكَوَّنُ مِن الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالأَعمَالُ الصَّالِحةُ مِن خِصَالِ الإِيمَانِ، وهِي دَاخِلةٌ فِي الإِيمَانِ، وَكلَّمَا أَكثَرَ الإِنسَانُ مِنهَا، قَوِيَ إِيمَانُه، وَزَادَ يَقِينُه.

ولَيلَةُ القَدرِ غَيرُ مُعيَّنةٍ؛ كلَّ لَيلَةٍ مِن رَمَضَانَ يُحتَمَلُ أنَّها هِي لَيلَةُ القَدرِ؛ لأِنَّ اللهَ لَم يُبيّنْها بِلَيلَةٍ مُعيّنَةٍ، فَمَن قَامَ جَمِيعَ الشَّهرِ، فَلاَ شَكَّ أنَّه مَرَّت بِه لَيلَةُ القَدرِ، يَضمَنُ أنَّه مَرَّت بِه لَيلَةُ القَدرِ؛ لأِنَّه قَامَ كلَّ ليَالِي الشَّهرِ، وَهِي فِيهَا، هِي فِي لَيَالِي الشَّهرِ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (38)، ومسلم رقم (759).