صِفةِ الوُضُوءِ، لَكِنَّه لَم يَنوِ الوُضُوءَ،
لَم يَرتَفِعْ حَدَثُه، عَمَلُه دُونَ نِيةٍ مَا يُعتَبَرُ.
«وَالزَّكَاةُ»،
لَو أنَّه أَخرَجَ مَالَه، وَقَالَ بَعدَ ذَلِك: اجعَلُوه زَكَاةً، أَخرَجَ مَالاً
ومَا نَوَى شَيئًا؛ نَوَى تَبَرّعًا، وَلَو نَوَى مَعرُوفًا أَو مَنفَعَة لأِحدٍ،
ثُمَّ تَذكَّرَ أنَّ عَلَيهِ زَكاةً، قَالَ: اجعَلْ المَالَ الّذِي أَنَا
أَعطيْتُه لِفُلاَنٍ زكَاةً. نَقُولُ: لاَ، فَاتَ عَلَيكَ، يَومَ دَفَعتَه مَا
نَوَيتَه، «إِنَّمَا الأَعْمَالُ
بِالنِّيَّـات»، أَنْتَ مَا نَوَيتَ عِندَ الدَّفعِ أنَّه زَكَاةٌ.
«وَالحَجُّ»؛
الحَجّ لَو أنّه رَاحَ لِمَكّةَ، وَوَقَفَ عَلى المَشَاعرِ أيَّامَ الحَجِّ،
وأَدَّى أَعمَالَ الحَجِّ، لَكِنْ مَا نَوَى حَجةَ؛ يُشَاهِد، وَلاَ يَمشِي مَعَ
الحُجَّاجِ، فَقَطْ يُشَاهِد لِلاطّلاَعِ - كمَا يَقُولُون-، مَا لَه حَجٌّ هَذَا؛
لأِنَّه مَا نَوَى.
كَذَلك
مَن طَافَ بِالبَيتِ، وَسَعَى، ووَقَفَ بِعَرَفَةَ، وفِي مُزدَلَفَة، وَفِي مِنَى،
وَرَمىِ الجمَرَاتِ، لَكنَّ كلَّ هَذَا لِلاطّلاَعِ، مَا يَعمَلُه مَعَ النّاسِ
للاِطّلاَعِ، وَلاَ نَوَى الحَجَّ، مَا يَصِيرُ لَه حَجٌّ.
«والصَّومُ»، لَو تَرَكَ الطّعَامَ والشَّرَابَ مِن الفَجرِ إِلَى المَغرِبِ، وَمَا نَوَى العبَادَةَ، مَا يَصِيرُ لَه صِيَامُ، افْرِضْ أنَّه مَرِيضٌ، وَصَامَ يُرِيدُ العِلاَجَ، أَو الطّبِيبُ مَنَعَه مِن الأَكلِ وَالشُّربِ، وَمرَّ عَلَيه يَومٌ كَامِلٌ مِن طُلُوعِ الشَّمسِ إلَى الغُرُوبِ، وَلَم يَأكُلْ، وَلَم يَشرَبْ بِمُوجِب أَمرِ الطَّبِيبِ، هَذَا مَا يَصِيرُ صَومًا شَرْعيًّا، هذَا صَومٌ لُغَوِيٌّ.