«والأَحكَامُ»، سَائرُ الأَحكَامِ كُلِّها لاَ
بدَّ مِن النّيةِ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ
بِالنِّيَّـات»، الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أُوتِي جَوَامعَ الكَلِمِ
وَفَصلَ الخِطَابِ، مَا يَقُولُ: اعلَم أنَّ الصَّلاَةَ تُشتَرَطُ لَهَا النّيةُ،
اعلَمْ أنَّ الزَّكَاةَ تُشتَرَطُ لَهَا النّيةُ، اعلَم أن الوضوء تُشتَرَطُ لَه.
مَا قَالَ هَكَذَا، بَل قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّـات، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا
نَوَى» هَذَا يَندَرجُ تَحتَه كلُّ العِبَاداتِ بِلَفظٍ وَجِيزٍ.
«وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿قُلۡ كُلّٞ
يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ﴾ [الإسراء: 84] عَلَى نِيّتِهِ»؛ عَلَى
شَاكِلَتِه، عَلَى نِيّتِهِ، ﴿فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 84]، كلٌ يَعمَلُ، لَكنَّ الّذِي يَعمَلُ
بِدُونِ نِيةٍ لاَ يَكُونُ عمَلُه عِبَادةً، ولاَ يُؤجَرُ عَلَيهِ، حتَّى يَكُونَ
لَه نِيةً فِي العِبَادَةِ.
قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةً»، الرّجُلُ
يَجبُ عَلَيه أنْ يُنفِقَ علَى أَهلِهِ، عَلَى زَوجَتِه، هَذَا وَاجِبٌ؛ أنْ
يُنفِقَ الزَّوجُ عَلَى زَوجَتِه، وَلَو أنَّ زَوجَتَه غَنِيّةٌ، لَو أنَّ
عِندَهَا أَموَالُ نَفَقتِها علَى زَوجِها، هَذَا شَيءٌ وَاجِبٌ عَلَيه، إِذَا
احتَسَبَ الأَجرَ فِي إِطعَامِ زَوجَتِه، صَارَ صَدقَةً يُؤجَرُ عَلَيها، «حتَّى مَا تَجعَلُه فِي فِيِّ امرأتك»،
يَصِيرُ صَدَقةً، إذَا نَوَيتَه وَاحتَسَبْتَه، يكُونُ صَدَقةً.
قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ»؛ جِهادٌ وَنِيّةٌ يَعنِي: لَو
قَاتَلَ بِدُونِ نِيةٍ الجِهَادُ، مَا يَصِيرُ جِهَادًا؛ «جِهَادٌ وَنِيّةٌ»، جِهَادٌ بِدُونِ نِيةٍ لاَ يكُونُ جِهَادًا
شَرعِيًّا لَه فِيهِ أَجرٌ.