حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ
امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛
فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا
يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ
إِلَيْهِ» ([1]).
****
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا
الحَدِيثِ جَاءَ بِالقَاعِدةِ العَامَّةِ، فَقَالَ: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ثمَّ
طبقَهَا عَلَى هَذَا المِثَالِ الهِجرَةِ، والهِجرَةُ هِي: الانتِقَالُ مِن
بِلاَدِ الكُفرِ إلَى بِلاَدِ المُسلِمِين؛ فِرَارًا بِالدِّينِ، هَذِه الهِجرَةُ،
لَو وَاحدٌ انتَقَل مِن بِلادِ الكُفَّارِ إلىَ بِلادِ المُسلمِين بِدُونِ نِيةِ
الهِجرَةِ يكُونُ مُهَاجِرًا، لاَ، لَيْسَ لَه أَجرُ الهِجرَةِ؛ لأِنَّه مَا
نَوَى.
لَو نَوَى غَيرَ الفِرَارِ بِالدِّينِ، لَو نَوَى بِالهِجرَةِ وَالانْتِقالِ غَيرَ الفِرَارِ بِالدِّينِ، لاِمرَأَةٍ يَنكِحُهَا، «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا»، وَاحِدٌ انتَقَل مِن بَلدِ الكُفرِ إِلَى بَلدِ الإِسلاَمِ مِن أَجلِ فُلاَنة يَتَزَوّجُها، وَيُقَال: إنَّ رَجُلاً هَاجَرَ مِن مَكةَ إِلَى المدِينَةِ يُرِيدُ الزَّوَاجَ بِامرَأَةٍ يقَالُ لَهَا: أمُّ قَيسٍ، الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُه لِدُنيَا يُصِيبُهَا»؛ تِجَارةٌ، جَمعُ مَالٍ، أَخذُ صَدَقَاتٍ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (54)، ومسلم رقم (1907).