×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ» ([1]).

****

«أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»؛ مهَاجِرٌ لِلدّنيَا، أَو مُهَاجِرٌ لِلنِّسَاءِ، وَلَيْسَ مُهَاجِرًا إلَى اللهِ وَرسُولِه؛ لأنَّه لَم يَنوِهَا، فَصَارَ هَذَا الرّجلُ يُسمَّى «مُهَاجِرُ أمِّ قَيسٍ».

وَمنَاسَبةُ حَدِيثِ النّيةِ عَلَى مَا سَبَقَ مِن الأَعمَالِ، سَبَقَ أَعمَالٌ كَثِيرةٌ، إِيرَادُ هَذَا الحَدِيثِ أَو هَذِه الأَحادِيثِ فِي النّيةِ؛ لِيُذَكِّرَ المُسلِمَ عَلَى أنَّ هَذِه الأَعمَالَ السَّابِقَةَ لاَ تُحسَبُ عِندَ اللهِ إلاَّ بِالنّيةِ، هَذَا منَاسَبَةُ ذِكرِ النّيةِ فِي آخِرِ كِتَابِ الإِيمَانِ، لمَّا ذَكَرَ أنَّ الأَعمَالَ كلَّهَا تَدخُلُ فِي الإِيمَانِ، بَيَّن أنَّه لاَ يُعتَبَر مِن الأَعمَالِ الّتِي تَدخُلُ فِي الإِيمَانِ إلاَّ مَا كَانَ بِنِيةٍ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (55)، ومسلم رقم (1002).