قَالَ اللَّهُ تعالى:﴿لِيَزۡدَادُوٓاْ
إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ﴾ [الفتح: 4] ﴿وَزِدۡنَٰهُمۡ
هُدٗى﴾ [الكهف: 13]، ﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ﴾ [مريم: 76]، ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ﴾ [محمد: 17]
****
بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ
الإِْيمَانِ» ([1])،
فدلَّ علَى أنَّ الإِيمَانَ يَنقُصُ، وَفِي رِوَايةٍ: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([2])،
دلَّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَنقُصُ، حتَّى يكُونَ كَحبَّةِ الخَردَلِ، هَذِه
آخِرُ شَيءٍ، لَيْسَ وَرَاءَها إِيمَانٌ.
وقَالَ
صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ
وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، أَعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ
شُعْبَةٌ مِنْ الإِْيمَانِ» ([3])،
فدلَّ علَى أنَّ الإِيمَانَ لَه أَعلَى، وَلَه أَدنَى.
هذَا
مَذهَبُ أَهلِ السُّنةِ مَبنِيٌّ عَلَى هَذِه الأَدِلّةِ؛ علَى أنَّ الإِيمَانَ
يَزِيدُ وَيَنقُصُ، وَالنَّاسُ لَيسُوا عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ فِي الإِيمَانِ.
قَالَ
رحمه الله: «قَالَ اللهُ
تعالى: ﴿لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ﴾ [الفتح:
4] ».
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ﴾ [الفتح: 4]، هَذِه مِن أَدِلةِ أَهلِ السنّةِ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ مَعَ نزُولِ الآيَاتِ، وَمَعَ نُزُولِ السَّكِينةِ، ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [التوبة: 124].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).