فَقَالَ: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ﴾ [البقرة: 143]؛ أيْ: صَلاتَكُم إلَى بَيتِ المَقدِسِ.
هذَا
بِأَمرِ اللهِ سبحانه وتعالى، صَلاَتكُم إلَى الكَعبَةِ بِأَمرِ اللهِ جل وعلا،
فَمَن صَلَّى إلَى بَيتِ المَقدِسِ فِي وَقتِه، صَلاَتُه صَحِيحَةٌ، ومَن صلَّى
إلَى الكَعبَةِ بَعدَ النَّسخِ، صَلاَتُه صَحِيحةٌ، فَهَذا مِن يُسرِ هَذَا
الدِّينِ - وللهِ الحَمدُ-: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ﴾ [البقرة: 143]؛ أيْ: صلاَتَكُم إلَى بَيتِ المَقدِسِ؛
لأِنَّ هَذَا بِأمرِ اللهِ سبحانه وتعالى وَشَرعِه، فَطَمأَنَهُم عَلَى
الأَموَاتِ.
الشَّاهِدُ
مِن هَذَا: أنَّ اللهَ جَعَل الصَّلاةَ إِيمَانًا، سَمَّاها إِيمَانًا، وَهَذَا
صَرِيحٌ أنَّ العَملَ مِن الإِيمَانِ، وأنَّ الأَعمَالَ الصَّالِحةَ كلَّها مِن
خِصَالِ الإِيمَانِ، وَفِي هَذَا رَدٌّ علَى المُرجِئةِ الّذِين يُخرِجُون العمَلَ
بِجَمِيعِ مِن الإِيمَانِ.
هَذَا
ردٌّ وَاضِحٌ أنَّ اللهَ سمَّى الصَّلاةَ إِيمَانًا، وَهِيَ عَملٌ، فَدلَّ عَلَى
أنَّ الإِيمَانَ قَولٌ وَاعتِقَادٌ وعمَلٌ، لَيْسَ قَولاً فَقَطْ، وَلاَ
اعتِقَادًا فَقَطْ، وَلاَ عَمَلاً فَقَطْ، لاَ بدَّ مِن الثَّلاثَةِ:
·
قَولٌ:
نُطقٌ بِالّلسَانِ.
·
اعتِقَادٌ
بِالقَلبِ.
·
وَعَملٌ
بِالجَوَارِحِ.
هَذَا
هُو الإِيمَانُ، وَمِنه الصَّلاةُ: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ
بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾
[البقرة: 143].