حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، سَمِعَ
جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ
مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه،
أَنَّ رَجُلاً، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي
كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا - مَعْشَرَ اليَهُودِ - نَزَلَتْ،
لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3] قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: قَدْ عَرَفْنَا
ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ([1]).
****
هَذَا كَعبُ الأَحبارِ، وَكعبُ الأَحبَارِ
دَخَلَ فِي الإِسلاَمِ، قَالَ لِعمَرَ رضي الله عنه: «آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا - مَعْشَرَ
اليَهُودِ - نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا»، قَالَ عُمرُ
رضي الله عنه: «أَيُّ آيَةٍ؟»،
فَذَكَر هَذِه الآيَةَ: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾
[المائدة: 3]، هَذِه نِعمَةٌ عَظِيمةٌ، إِكمَالُ الدِّينِ هَذَا نِعمَةٌ عَظِيمةٌ
عَلَى الأمَّةِ.
﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، هَذِه آيَةٌ عَظِيمةٌ، فَعُمرُ رضي الله عنه قَالَ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ»، والمَكانُ وهُو عَرَفَة، وهُو مَشعَرُ عَرفَةَ، نَزَلَت هَذِه الآيَةُ علَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وهُو وَاقِفٌ يَومَ الجُمُعةِ فِي عَرَفةَ، خَفِيَت عَلَى المُسلِمِين، وَهِي يَومُ عِيدٍ؛ لأنَّ يَومَ عَرَفةَ يُعتَبَر قَبلَ العِيدِ بِيَومٍ؛ فهُو تَابِعٌ لِعِيدِ النَّحرِ، المُسلِمُون عِندَهم عِيدٌ فِي هَذَا، شَرَعَه اللهُ سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (45)، ومسلم رقم (3017).