وَالمَاتُرِيدِيّة-، لَيسَ الإِيمَانُ بالقلبِ هُو
التَّصدِيقُ بِالقلْبِ فَقَط بِدُونِ نُطقٍ، وبِدُون أَعمَالٍ، هَذَا قَولُ
الأشَاعِرةِ، وَمَن سَارَ فِي رِكَابِهم.
وَلَيْسَ
الإِيمَانُ هُو القَولُ بِالّلسَانِ وَالاعتِقَادُ بِالقَلبِ فَقَط كَمَا تَقولُه
المُرجِئةُ، بَل لاَ بدَّ مِن العمَلِ؛ قولٌ بِاللسَانِ، واعتِقادٌ بِالقَلبِ،
وعمَلٌ بِالجَوَارِحِ، لاَ بدَّ مِن الأمُورِ الثّلاثَةِ: القَولُ بِاللسَانِ،
والاعْتِقَادُ بِالقَلبِ، وَالعمَلُ بِالجَوَارِحِ.
ثمَّ
الإِيمَانُ يَزِيدُ، وَيَنقُصُ، لَيْسَ النّاسُ عَلَى حدٍّ سَوَاءٍ؛ مِنهُم
المُؤمِنُ قَوِيُّ الإِيمَانِ، وَمِنهُم المُؤمِنُ نَاقِصُ الإِيمَانِ، وَمِنهُم
المُؤمِنُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِك؛ بَيْن النُّقصَانِ وَالكمَالِ، يَتَفَاوَتُون فِي
هَذَا حَسَبَمَا يُعطِيهِم اللهُ سبحانه وتعالى مِن الأَقوَالِ، والأَفعَالِ،
وَالأَعمَالِ الصَّالِحةِ، يَتَفَاوَتُون فِي هَذَا.
***
الصفحة 4 / 190