×

فيجب أن نعرف هذه الأُمُور وهذه المبادئ في الوَلاء والبَراء، فلا نكن من المُفَرِّطين، ولا مع المفْرِطين بل نكون على الوسط والاعتدال على ما تقتضيه النصوص الشَّرعية.

والوَلاء والبَراء مقامهما عظيم في الإِسْلام، وهما من أصول الإِسْلام، قال صلى الله عليه وسلم: «أَوْثَق عُرَى الإِْيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ عز وجل، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ تَعَالَى» ([1])، والحب والبغض يجب أن يكونا في الله، وليس من أجل الدُّنيا، فلو أنه ما أعطاك شيئًا أو أخذ منك شيئًا هل تبغضه؟ الجَواب: لا، لكن تحبه في الله أو تبغضه في الله، وليس لأجل الدُّنيا، هذا أوثق عُرى الإِيمَان.

يقول عبْد اللهِ بن عبَّاس رضي الله عنهما: «مَنْ أَحَبَّ فِي اللهِ، وَأَبْغَضْ فِي اللهِ، وَوَال فِي اللهِ، وَعَاد فِي اللهِ، فَإِنَّمَا تُنَالُ وِلاَيَةُ اللهِ بِذَلِكَ، لاَ يَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ الإِْيمَانِ - وَإِنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ وَصِيَامُهُ - حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ»، وقال في ختام كلامه: «وَقد صَارَتْ عامة مُؤَاخَاةُ النَّاسِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا فذلك لا يُجدي على أهله شيئًا» ([2]).

فهذا الباب بابٌ عظيم، وهو أوثق عُرى الإِيمَان، والآيات في القُرْآن الكريم كَثِيرة في حب المُؤْمِنين وبغض الكَافِرين، وموالاة المُؤْمِنين ومُعاداة الكَافِرين.


الشرح

([1])  أخرجه: الطيالسي في ((مسنده)) (ص: 101)، وابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (7/ 80)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (17/ 431).

([2])  أخرجه: ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (7/ 134)، والمروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1/ 406)، واللالكائي في ((اعتقاد أهل السنة)) (5/ 935).