تقدَّم لنا أن الشَّيخ رحمه الله
كتب هذه الرِّسَالة في نقطتين:
الأولى:
من تغلَّب الكفَّار على بلده وانقاد لهم ووافقهم على ما هم عليه من أجل أن يعيش أو
ينال من وظائفهم - أي: من أجل طمع الدُّنيا - إن هذا رِدَّة عن دِين الإِسْلام.
الثَّانية:
من جلب الكفَّار إلى بِلاَد المُسْلمين ليحتلُّوها، وأعانهم على ذلك بأن حملهم على
دوابه، أو على سيارته، أو على معداته، وجلبهم إلى بِلاَد المُسْلمين، ودلهم على
الطرق، وأعطاهم الأسرار، فهذه أشد كُفرًا.
وهاتان
المسألتان حصلتا في وقت الشَّيخ المُؤَلِّف رحمه الله حين احتلال الدرعية، فإن من
أهل الجزيرة من وافق المحتلين وأيدهم وأطاعهم ووافقهم على ما هم عليه، ومنهم من
فعل أشد من ذلك وهو: من جاء بهم وحملهم ونقلهم ودلهم على الطرق وأعطاهم أسرار
المُسْلمين، فهم ما تَمكَّنُوا من الدرعية بسبب ضعف في المُسْلمين من أهلها أو
انهزام منهم، ولكنهم تغلبوا عليها بهذين الأمرين:
أولاً:
إن بَعْض النَّاس انخذلوا وتركوهم ولم يقاوموهم ولم يبقَ إلا أهل الصدق.
ثانيًا:
إن البَعْض الآخر نقلوهم، وأدخلوهم ديار المُسْلمين، ودلوهم على عورات المُسْلمين،
خصوصًا الأعراب والبادية، وكَثِيرًا من الحاضرة.