تابعًا لهم، هذا ما يريده اليَهُود والنَّصارَى
من المُسْلمين على مدار التَّارِيخ، اليَهُود يَقولُون: كونوا هودًا، والنَّصارَى
يَقولُون: كونوا نصارى؛ كما أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: ﴿وَقَالُواْ
كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِۧمَ
حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾
[البقرة: 135]، فالواجب علينا أن نتمسك بملة إِبرَاهِيم عليه الصلاة والسلام التي
بُعث بها مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، ولا نتنازل عن ديننا لإرضائهم، والذي يلتمس
رضاهم ويَتنَازَل عن دينه يرتد عن دِين الإِسْلام.
والله
سُبحَانَه قد بيَّن لنا ما يخفيه اليَهُود والنَّصارَى والمُشْركون، أنهم لا يرضون
عن المُسْلمين إلا أن يتخلَّوا عن دينهم، والآن تجد كَثِيرًا منهم ينادون بالتقارب
بين اليَهُوديَّة والنصْرَانيَّة والإِسْلام، وهذا كلام خطير فيه تسوية بين الحقِّ
والبَاطِل وهم لا يعترفون بالإِسْلام، فاليَهُود والنَّصارَى لا يرضون بهذا ولا
يكفيهم حتَّى يتخلى المُسلِمُون عن دينهم، لكن اتخذوا هذه الحيلة من أجل أن
يعْتَرِف المُسلِمُون بأن دين اليَهُود والنَّصارَى وما هم عليه الآن حق ومِن
بَابِ الوَسِيلَة لمقصودهم والخَديعَة للمُسْلمين، من أجل أن يترك المُسلِمُون
دينهم على التدرج؛ لأنهم لا يقدرون على أن يقولوا مباشرة: اتركوا دينكم وتعالوا
معنا، فنادوا بالتقارب بين اليَهُوديَّة والنصْرَانيَّة والإِسْلام، ثم إذا حصل التقارب
واعْتَرَفنا بدينهم قالوا: أنتم اعْتَرَفتم أن ديننا صحيح فلماذا تبقون وحدكم ولا
تأتون معنا؟!
وهكذا
يتدرجون في شرهم ومكرهم وكيدهم، فلن ينخدع المُسلِمُون بحيل اليَهُود والنَّصارَى
مهما تظاهروا بالمَودَّة، وقد بَيَّن سبحانه وتعالى غايتهم