الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فهم لا يريدون
الدِّين، وإنما يريدون ما يهوون وما يحبون.
فإذا
كان هذا في اليَهُود والنَّصارَى وهم أهل كتاب، فما بالك بالمُشْركين القدامى
والمحدثين، مثل: عُبّاد القُبُور والأَضرِحَة والمُشْركين الأولين، كلهم سواء لا
يرضون بالتَّوحِيد، وإنما يرضون بأن يُدعى غير الله جل وعلا: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ
ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ
وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [الزمر: 45]، فاذكر التَّوحِيد عند أهل الشِّرك والبدع
وعند الصوفية وانظر ماذا يفعلون بك، لا يرضون أنك تذكر التَّوحِيد أبدًا، أبغض شيء
إليهم ذكر التَّوحِيد، وهذا مِصداق لقوله تعَالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ
لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا
هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [الزمر:
45] يفرحون بأن يُذكر دينهم ومعبوداتهم وأن يُثنى عليها.
قوله:
«لا يرضون عن النَّبي صلى الله عليه وسلم
حتَّى يتبع ملتهم، ويشهد أنهم على حق» مع أنهم على بَاطِل وليسوا على حقّ،
واليوم يوجد من يقول: النَّصارَى على حقّ واليَهُود على حق وكلها أَديَان سماوية،
وكلهم يَعبُدون الله. فالذي يقول هذا يرتد عن دينه؛ لأنه جعل الكُفْر إِيمَانًا،
وسوى دين الكُفْر مع دِين الإِسْلام، ولم يميز الحق والبَاطِل.
قال
تعَالى: ﴿قُلۡ
إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ﴾
[البقرة: 120] ليس هناك هدى إلا هدى الله، وهو دِين الإِسْلام، حصر الله الهدى في
دِين الإِسْلام، فمعناه أن الأَديَان التي غايرته ليست هدى، كانت هدى في