×

فالذي يتبع هواه لا يمكن أن تقنعه أبدًا؛ لأنه لا يريد الحق، ولو تناطحت الجبال بين يديه لا يقبل.

وأَيضًا هم فيما بينهم مختلفون فكيف يوافقونك، قال تعَالى: ﴿وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ [البقرة: 145] النَّصارَى يستقبلون المشرق، واليَهُود يستقبلون الصخرة، هم في أنفسهم ما توافقوا، فكيف يوافقونك أيها الرَّسُول: ﴿وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ [البقرة: 145] هذا تيئيس لليهود والنَّصارَى أن يترك الرَّسُول صلى الله عليه وسلم الحق الذي معه ويتبعهم، تيئيس لهم وإخبار من الله جل وعلا أنه لا يمكن أن يتزحزح هذا الرَّسُول عن الحق، وفي ضمنه النَّهي للأمة أن تميل إليهم، فالذي يتبع أهواء اليَهُود والنَّصارَى مخالف لنبينا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، فلا مطمع لهم في أنك تترك ما أنت عليه وتطيعهم، وهذا تثبيت من الله جل وعلا لنبيه مُحمَّد صلى الله عليه وسلم.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم [البقرة: 145] هذا مثل الآية الأولى، ما قال: ولئن اتبعت دينهم، وما قال: ولئن اتبعت قبلتهم؛ لأنهم ليس لهم دين صحيح ولا قِبلة شرعية، بعد بعثة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وبعد تحويل القبلة إلى الكَعبَة.

قوله: «فإذا كان النَّبي صلى الله عليه وسلم لو يوافقهم»، يعني: إذا كان الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لو فرض وإن وافق في الظَّاهِر اليَهُود والنَّصارَى على ما يريدونه منه ويترك الحق الذي معه ويتبع البَاطِل الذي مَعهُم كان من الظَّالمِين، فكيف بغيره ممن وافق عُباد القُبور والأَضرِحَة ودافع عنهم، وألف المُؤَلَّفات في الدفاع عنهم، والرد على أَهل التَّوحِيد؟ وهذا كَثِير موجود 


الشرح