بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ
فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ٥٢﴾
[المائدة: 51، 52]، تتنازلون عن هذا القُرْآن أو عن شيء منه لأجل إرضاء الكفَّار،
فإن تنازلنا عن شيء من ديننا إرضاءً لهم فهذه مُداهنَة محرمة.
ثانيًا:
أما إذا لم نتنازل عن ديننا لكن وافقناهم فيما يريدون، فمن وافقهم في الظَّاهِر
والبَاطِن فهذه هي المُوالاَة، والله جل وعلا يقول:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ
وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ
٥١فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ
نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ
أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ
أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ٥٢﴾
[المائدة: 51، 52]، هم المُنَافقُون، فالذي يحاول أن يرضي الكفَّار لأجل المستقبل،
ويقول: أخاف أني أحْتَاج لهم فيما بعد. فهذا ليس واثقًا بالله عز وجل، فهو يرضيهم،
ويخاف أنه يحْتَاج لهم في المستقبل، ولا يتوكل على الله سبحانه وتعالى ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا
دَآئِرَةٞۚ﴾ [المائدة: 52] من أجل إذا
أتى دَائرَة فيكون لنا يد عندهم ﴿فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ
مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [المائدة: 52]، وقد حصل ما وعد الله به ونصر الله
الإِسْلام والمُسْلمين، وخاب المُنَافقُون والحمد لله.
ثالثًا:
أما من وافقهم في الظَّاهِر دون البَاطِن، فهذا إن كان مُكرهًا فلا حرج عليه، قال
تعَالى: ﴿إِلَّا
مَنۡ أُكۡرِهَ﴾ [النحل: 106]، أما إن وافقهم
في الظَّاهِر من دون إِكرَاه، وإنما عن طواعية ورضا، طمعًا في