﴿إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾ [المائدة: 55- 56]، قال تعَالى: ﴿لَّا تَجِدُ
قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ
إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾
[المجادلة: 22]، فأنت تبغض الكَافِر ولو كان قريبًا لك؛ لأن الله يبغضه لكفره
بالله عز وجل، فأنت تبغضه وتعاديه لله جل وعلا، لكن ليس معنى ذلك أن تظلمه، وأن
تجور عليه بغير حقٍّ، لا يَجُوز هذا، ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ
تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
[المائدة: 8]، فأنت لا تجور عليه ولا تظلمه، ولكنك لا تحبه ولا تصادقه ولا تخافه؛
بل ابتعد عنه واتَّخِذ من المُؤْمِنين أَوليَاء، ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ
بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 71].
وفي
هذا ردٌّ صريحٌ على الذين يُنادون الآن، ويَقولُون: لا يَجُوز كُرْهُ الكَافِر.
ونقول: بل الواجب كُره الكَافِر، ومن قال: لا يجوز، فهذا منه محادة لله ولرسوله،
وإنما نكره الكفَّار ونبغضهم لله عز وجل، وليس من أجل الهوى، [آل عِمرَان: 28] ﴿لَّا يَتَّخِذِ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ﴾، فلا تترك المُؤْمِنين وتذهب تتخذ الكفَّار أَوليَاء؛
لأن هذا لا يليق بالمُؤْمِن ولا يَجُوز له: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة:
71]
فالواجب:
أن تجعل ولايتك لإخوانك المُؤْمِنين، ولو كانوا من أبعد النَّاس نسبًا أو وطنًا
عنك، فالمُؤْمِنون إخوة؛ كما قال تعَالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ﴾ [الحجرات: 10]، دون نظر إلى أنسابهم وألوانهم
وبِلاَدهم، ودون نظر إلى تقدم وقتهم، فالمُؤْمِنون إخوة متقدمهم ومتأخرهم، قريبهم