أمره سبحانه وتعالى ﴿وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ﴾
[آل عمران: 28] وعيد أن المصير إلى الله والمرجع إلى الله، فإذا اتخذتم الكفَّار
أَوليَاء من دون المُؤْمِنين في غير حالة التَّقِيَّة فإن الله لكم بالمرصاد، ما
لكم مَحيد عن الله، وسترجعون إلى الله سبحانه وتعالى في يوم من الأيام، وربما كان
قريبًا.
فالواجب
أن تخاف الله جل وعلا الذي لا محيد لك عنه، وأن لا تخاف غيره ولا تساوم على دينك
من أجل طمع الدُّنيا، فإذا كانوا يريدون دنيا أعطهم الدُّنيا ولا تعطِهِم دينك من
أجل دنياك؛ لأنك إن أعطيتهم دينَك من أجل دنياك فهذه مُداهنَة، أما إذا أعطيتهم
دنياك حمايةً لدينك فهذه هي التَّقِيَّة التي رخَّص الله فيها، وهذا هو فرق بين ما
بين التَّقِيَّة وما بين المُداهنَة.
التَّقِيَّة:
أن تقدم مالَك دون دينِك.
والمُداهنَة:
أن تقدم دينك دون مالك.
ولهذا
يقول بَعْض السلف: «إذا عُرِض البلاء
فاجعلوا أموالَكم دون أنفسكم، فإذا جاوز البلاء فاجعلوا أنفسَكم دون دينكم،
واعلموا أن الخائب من خاب دينه، والهالك من هلك دينه، ألا لا فقر بعد الجنة، ولا
غِنَى بعد النَّار؛ لأن النَّار لا يُفكُّ أسيرُها، ولا يَبرأ ضريرُها، ولا يُطفأ
حريقها»، فالدِّين لا تُفرِّط فيه أبدًا؛ لأنه نجاتك، فإذا فرَّطت فيه هلكت.
قوله:
«فنهى سُبحَانَه المُؤْمِنين عن اتخاذ
الكَافِرين أَوليَاء» معنى الولاية بفتح الواو: المحبَّة والصداقة، واتخاذهم
أَوليَاء يعني: تحبهم وتصادقهم.