قوله: «وأصحابًا» لا تتخذ الكَافِر صاحبًا لك؛
لأنك إذا صاحبته فقد واليته، وليس معنى ذلك أنك تظلمه أو تعتدي عليه، أو أنه يحرم
التَّعامُل معه بالبيع والشِّراء، أو باستئجاره لعمل، أو بالعَمَل لأجل حاجتك، هذا
تعامل دنيوي لا يدخل في أمر الدِّين، فيجب الفرق بين هذا وهذا.
قوله:
«وإن كانوا خَائِفين منهم» أي وإن كان
المُؤْمِنون خَائِفين من الكفَّار فلا تجوز موافقتهم ما لم يبلغ الخَوْف إلى
الخطر، فحينئذ يجوز اتخاذ التَّقِيَّة بأن تعطيهم شيئًا من الدُّنيا لدفع شرهم؛
تنازلاً عن الدُّنيا من أجل الحفاظ على الدِّين فتقدم مالك دون دينك.
قوله:
«وأخبر أن من فعل ذلك: ﴿فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ﴾ [آل
عمران: 28] » هذا وعيد شديد من الله عز وجل؛ لأن الله تبرأ
منه، ومن تبرأ الله منه ماذا تكون حاله، ومن هو وليه، ومن هو نصيره؟
قوله:
«أي: لا يكون من أَوليَاء الله الموعودين
بالنَّجاة في الآخِرَة»، أي: ليس معناه أنه يكفر، لكن معناه أنه وعيد شديد،
وهذه الآية من آيات الوَعِيد، فمن فعل ذلك فهو متوعد بأنه لا ينجو في الآخِرَة من
العذَاب، والمُؤْمِن قد يُعذب في الآخِرَة.
قوله:
«وهو أن يكون الإِنْسَان مقهورًا مَعهُم»
قال هنا: «مقهورًا»، وسبق أنه قال: «الخَوْف» يعني: الخَوْف الذي لم يصل إلى
حد القهر، أما إذا وصل الخَوْف إلى حد القهر جازت التَّقِيَّة، وهي المُدارَاة
دفعًا لشرهم.