×

قوله: «فيظهر لهم المعاشرة، والقلب مطمئن بالبَغضَاء والعَداوَة» يظهر لهم من الكَلام والمَال ما يدفع شرهم عنه، وهذه رخصة من الله سبحانه وتعالى، وهذا ما يسمى بالمُدارَاة.

قوله: «فكيف بمن اتخذهم أَوليَاء من دون المُؤْمِنين من غير عذر» فكيف بمن يتقرب إليهم ويطلب رضاهم من غير عذر، وليس لهم سلطة عليه، ولا أكرهوه ولا قهروه، وإنما عنده محبَّة لهذا الشيء، فهذا هو الذي عليه الوَعِيد؛ لأنه فعل المحرم بدون عذر شرعي.

قوله: «إلا استحباب الحَيَاة الدُّنيا على الآخِرَة» هذا الذي قلناه إنه إذا قدم دينه دون ماله ودون حياته الدُّنيا، فهذا يكون عليه الوَعِِيد؛ كما في قوله تعَالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [النحل: 107]، فمن أطاعهم وصادقهم وأحبَّهم من أجل أن يعطوه من الدُّنيا وينال من الدُّنيا، فهذا هو المتوعد، أو حفاظًا على ماله.

قوله: «والخَوْف من المُشْركين وعدم الخَوْف من الله» الخَوْف من المُشْركين الذي ما وصل إلى حد القهر، وإنما هو جبن وهلع في قلبه وضعف إِيمَان، فإذا كان الخَوْف لا يصل إلى حد القهر فلا يَجُوز له أن يصانعهم، قال تعَالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175].

قوله: «فما جعل الله الخَوْف منهم عذرًا؛ بل قال تعَالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175] » هذا في سياق غزوة أُحُد لما حصل على المُسْلمين ما حصل من النكبة،


الشرح