×

فإذا ضيعوه خسروا الدُّنيا والدِّين، والذين فعلوا هذا الفعل خسروا الدُّنيا والآخِرَة، ولو أنهم بقوا على دينهم وتمسكوا به لأفلحوا في الدُّنيا والآخِرَة، ولو حصل عليهم ما يحصل فإنهم يصبرون؛ لأن هذا من الجِهَاد في سبيل الله.

قوله: «ولم يرخص في موافقتهم وطاعتهم خَوْفًا منهم، وهذا هو الواقع»؛ لأن الله جل وعلا يقول: ﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي [البقرة: 150]، ويقول: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175].

وقوله: «وهذا هو الواقع» أي من بَعْض أهل زمانه في وقت محاصرة الدرعية فإنهم أطاعوا العَدُو خَوْفًا منهم ولم يخافوا من الله.

قوله: «فإنهم لا يقتنعون ممن وافقهم إلا بشهادة أنهم على حق»، أي: بأن يشهد المسلم أن دين الكفَّار صحيح، والنَّصارَى عندهم أن الله ثالث ثلاثة، وليس هناك مسلم - إِن شَاء اللهُ - يقول بقول النَّصارَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ[المَائدة: 73]، ولا بقول اليَهُود: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ [آل عمران: 181]، وقولهم: ﴿يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ [المائدة: 64].

وأَيضًا المُشْركون لا يرضون إلا أن تقولوا: إن عِبَادَة القُبُور والأَضرِحَة صحيحة، وإنهم على حق، فالذي يقول: إن الكُفْر حقٌّ، وإنه دين صحيح، يكفر ويرتد عن دينه.

قوله: «وإِظهَار العَداوَة والبَغضَاء للمُسْلمين، وقطع اليد منهم»، أي: لا يرضون إلا أنكم تعْتَرِفون بصحة دينهم البَاطِل، وأن تتركوا 


الشرح