دينكم الصَّحِيح، وأن تكونوا مَعهُم وتتركوا
المُؤْمِنين وتتخلوا عن إخوانكم، وتكونوا في ولايتهم، لا يرضون بدون هذه الأُمُور.
ثم
قال بعدها: ﴿بَلِ ٱللَّهُ
مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلنَّٰصِرِينَ﴾
[آل عمران: 150] مثل ما قال الرَّسُول صلى الله عليه وسلم والصَّحابَة: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ
وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل
عمران: 173]، ولما قال أبو سفيان بعدما حدث للمُسْلمين في موقعة أُحُد من الهزيمة
والقتْل: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم. قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ تُجِيبُونه؟»، قالوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: «اللَّهُ
مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ» ([1])،
هذا هو الجَواب الحاسم الذي يقطع أطماعهم.
والنصر
إنما يكون من عند الله ﴿وَمَا ٱلنَّصۡرُ
إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 10]، فالذي يلتمس النَّصر من الكفَّار ومن
أَعدَاء المُسْلمين هذا خاسر؛ لأن النصر من عند الله جل وعلا وبيده سبحانه وتعالى،
ولكنه لا ينصر إلا من ينصره، قال تعَالى: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ﴾ [مُحمَّد: 7]، وقال تعَالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ
لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:
40]. أي ينصر دينه وعباده المُؤْمِنين.
لكن
هذا يحْتَاج إلى إِيمَان قوي واقتناع بأن النصر من عند الله وأن الخير بيد الله،
وأن نواصي العباد بيد الله، وأما إذا ضعف الإِيمَان وتضعضع فإنها تأتي الآفات.
قوله: «يا حسرة على العباد: الذين عرفوا التَّوحِيد، ونشئوا فيه، ودانوا به زمانًا» يتأسف الشَّيخ رحمه الله على ناس عاشوا في نجد تحت
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3039).