×

 نوح إنما أشركوا بسبب الغُلُوّ في الصَّالِحين، فالخطة واحدة وهي شيطانية من قديم الزمان وحَدِيثه.

فالواجب على المُسْلمين أن يصمدوا وأن ينهوا عن الغلو وعن إحياء آثار الصَّالِحين والمعظمين؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشِّرك، لكن الشَّيطَان يقول لهم الآن: هذه آثار تَارِيخية ترون فيها حضارة الأولين. ثم بعد ذلك يقول لهم: هذه ليست مجرد آثار تَارِيخية، هذه أصحابها ينفعون ويضرون ويقضون الحاجات. ثم يبنون عليها فتصير أصنامًا تُعْبَدُ من دون الله.

فيجب التنبُّه لمثل هذه الأُمُور ولكيد شياطين الإِنسِ والجِن، وسدّ الذرائع المُفضية إلى الشِّرك والكُفْر، والشِّرك والكُفْر إنما يأتيان شيئًا فشيئًا، فإذا فُتِحت الذرائع ووسائل الشِّرك جاء الشِّرك ولو متأخِّرًا.

قوله: «فلا يستوي عند الله من نصر توحيده ودعوته بالإِخلاَص، وكان مع المُؤْمِنين. ومن نصر الشِّرك ودَعْوة الأَموَات وكان مع المُشْركين»، لا تستوي هذه، وهذا عند الله عز وجل ﴿أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِ كَمَنۢ بَآءَ بِسَخَطٖ مِّنَ ٱللَّهِ [آل عمران: 162]، هذا استفهام إنكاري، لا يستوون أبدًا.

قوله: «فإن قالوا: خِفنا!. قيل لهم: كذبتم» إذا قالوا: عملنا ما يريدون مِنَّا لأننا خفنا منهم. قلنا:

أولاً: هذا كذب، هم ما خَوَّفُوكم، بل أنتم الذين فيكم جبن وضَعُف إِيمَانكم فتوقعتم منهم ذلك، فبادرتم بطاعتهم دون أن يخَوِّفوكم.


الشرح