قال تعَالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ
وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، وقال تعَالى: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ
زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، هم اتخذوهم
وسائط ووسيلة ولم يعذرهم الله عز وجل بل حكم عليهم بالكُفْر، والرَّسُول صلى الله
عليه وسلم قاتل الذين يَعبُدون الأَشجَار والأَحجَار مع أنهم يَقولُون: إنها وسيلة
تقربنا إلى الله، وما نفعهم تدليس الاسم، فالشِّرك شرك ولو سمِّي بغير اسمه.
قوله:
«فخلعوا ربقته من أعناقهم» خلعوا
رِبْقَة الإِسْلام، وأقل شيء أنهم خلعوا طاعة وَلِي الأَمْر، والنَّبي صلى الله
عليه وسلم يقول: «مَنْ فَارَقَ
الْجَمَاعَةَ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِْسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ» ([1])،
فهم فارقوا إمام المُسْلمين وجماعة المُسْلمين وانضموا إلى العَدُو، فهم خَرجُوا على
وَلِي الأَمْر وشقوا عصا الطَّاعة، وفي الحَدِيث أن من فعل هذا «فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِْسْلاَمِ مِنْ
عُنُقِهِ».
قوله:
«ودخلوا في طاعتهم وآووهم ونصروهم» أي
دخلوا في طاعة العَدُو وآووهم في بيوتهم، ونصروهم على المُسْلمين، وحملوا أسلحتهم
وقواتهم على دوابهم، وجاءوا بهم إلى المُسْلمين.
قوله: «وخذلوا أَهل التَّوحِيد، واتبعوا غير سبيلهم، وخطئوهم، وظهر فيهم: سبهم وشتمهم، وعيبهم، والاستهزاء بهم» ظهر ما في صدورهم، وقد كانوا من قبل منافقين يظهرون محبَّة المُؤْمِنين، فلما
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2863)، وأحمد رقم (17170)، وابن حبان رقم (4559)، وابن خزيمة رقم (1895).