×

وجاءوا يقاتلون المُسْلمين، هَؤُلاءِ مثل المُشْركين الأولين سواء، وإن كانوا يتظاهرون بالإِسْلام، فالإِسْلام لا يصح مع الشِّرك وعِبَادَة غير الله عز وجل.

قوله: «هذا مع أن الآية نزلت في أناس من أهل مكَّة أسلموا واحتبسوا عن الهِجرَة، فلما خرج المُشْركون إلى بدر أكرهوهم على الخروج مَعهُم، فخَرجُوا خَائِفين» فهَؤُلاءِ الذين يعنيهم الشَّيخ أشد حالاً من أولئك الذين خَرجُوا مع المُشْركين يوم بدر مكرهين، مع أن الله توعدهم، والمَلائكَة توبخهم على صنيعهم.

قوله: «فخلعوا ربْقته من أعناقهم» لما جاء العَدُو خلعوا رِبْقَة الإِسْلام والنصرة للمُسْلمين وصاروا مع العَدُو بكل جهة، حتَّى إنهم يقاتلون معه.

قوله: «وأظهروا لأهل الشِّرك المُوافقَة على دينهم» حيث قالوا: إن عِبَادَة القُبُور ليست شركًا، وإنما هي توسل مشروع.

يا سبحان الله!! كيف تكون توسُّلاً مشروعًا وهي مثل عِبَادَة الَّلات والعُزَّى ليس بينهما فرق؟ وقوم نوح وإنما وقع فيهم الشِّرك لما غلوا في الصَّالِحين والأَموَات وتوسَّلوا بهم، وهَؤُلاءِ غلوا في الأَموَات ويسمونهم الأَوليَاء فما الفرق بين هَؤُلاءِ وهَؤُلاءِ هذه مغالطة، ويَقولُون هذا توسل وهو «شرك»، والشِّرك شرك ولو سُمِّي بغير اسمه، فهذا لا يزيل عنه حكم الشِّرك، فالأُمُور بالحقائق لا بالأسماء، وتسميته توسُّلاً لا يخرجه عن الشِّرك؛ لأن الذين من قبل قالوا: إنه توسل.


الشرح