×

قوله: «ولم يفرق بين الخَائِف وغيره، إلا المكره» فالخَوْف ليس بعذر؛ لأنه يمكنه الابتعاد عنهم، «إلا المكره» أما لو أسروه، أو أغلقوا عليه الباب، أو منعوه من الخروج منعًا باتًّا، فهذا معذور؛ لأنه مُكره، ولكن بشرط أن يبغض ما يَقولُون، وأن يكره ما يَقولُون ﴿إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ [النحل: 106].

قوله: «هذا وهم في بلد واحد»؛ لأن سورة الأنعام مكية، نزلت على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في مكَّة، والمُسلِمُون والكفَّار في بلد واحد هو مكَّة، وحرَّم اللهُ جل وعلا الجُلُوس مع الذين يستهزئون بالدِّين والقُرْآن، مع أنهم كما يُسمون الآن مواطنين، وحتَّى لو كانوا مواطنين هل نتركهم يسبون ديننا لأنهم مواطنون؟ الجَواب: لا نتركهم يسبُّون ديننا، إما أن نمنعهم وإذا لم نستطع فلا نجلس مَعهُم بل نقاطع مَجالِسهم ونبتعد عنها فرارًا بديننا.

وهذا كان في مكَّة قبل الهِجرَة، وأما بعد الهِجرَة فقد أمر الله جل وعلا بجِهَادهم، فلا يكفي أن تقوم وتتركهم، بل لا بُدَّ من جِهَادهم، لكن هذا بعد الهِجرَة، والآية هذه نزلت قبل الهِجرَة، والمُسلِمُون في مكَّة بين الكفَّار.

قوله: «في أول الإِسْلام» يعني في مكَّة المكرمة.

قوله: «فكيف بمن كان في سعة الإِسْلام وعزة بِلاَده»، كيف بمن حصل منه هذا وانضَمَّ إلى الأَعدَاء وهو في بلد المُسْلمين ومع المُسْلمين ثم انحاز إلى العَدُو كما حصل من بَعْض أهل نجد لما غزا العَدُو بِلاَدهم.


الشرح