×

وهو القتْل مثلاً أو التَّهديد بالقتْل، فهذا يتخذ المُدارَاة في الظَّاهِر دون البَاطِن ﴿إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ [النحل: 106].

قوله: «والكون مَعهُم ونصرهم والشَّهادة أنهم على حق» أي: برر ما عليه الجند الظالم ووصفهم أنهم على حق، مثلما يحصل الآن من البَعْض من أبناء المُسْلمين - وقد يكون من خريجي الجامعات - يَقولُون: إن اليَهُود والنَّصارَى أهل كتاب وأهل أَديَان مثل دِين الإِسْلام، والأَديَان الصَّحِيحة ثلاثة: دِين الإِسْلام، ودين اليَهُود، ودين النَّصارَى، كلها حق. فمن قال هذا فقد ارتد عن الإِسْلام والعِيَاذ باللهِ؛ لأن الله كفَّر اليَهُود، وكفّر النَّصارَى، وسبب تكفيرهم:

أولاً: إنه بعد بعثة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم فالواجب اتباعه على كل أحد، ومن لم يؤمن به فهو كَافِر، ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158].

ثانيًا: إن اليَهُود والنَّصارَى قد حرّفوا دين الله، فالنَّصارَى يَقولُون: إن الله ثالث ثلاثة، ويَقولُون: إن الله هو المَسِيح ابن مَريَم. فهل يقال: إن هَؤُلاءِ مُسلِمُون وهم يَقولُون قولهم هذا؟! تعَالى الله عما يَقولُون علوًّا كبيرًا، واليَهُود يَعبُدون العجل ويَقولُون: عزير ابن الله، ويكفرون بعيسى ومُحمَّد - عليهما الصَّلاة والسَّلام - ويقتلون النَّبيين ويكذبونهم، ويحرِّفون كلام الله، ويستحلُّون محارم الله بأدنى الحيل.

ثالثًا: إن اليَهُود والنَّصارَى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، فأطاعوهم في تحليل ما حرَّم اللهُ، وتَحرِيم ما أحل الله، فهل يُقال إنهم على دين وهم على هذا الحال؟!


الشرح