×

رابعًا: إن اليَهُود استحلوا الربا، ويَقولُون: إن الربا حرام بين اليَهُود فقط، أما مع غير اليَهُود فهو حلال، ويَقولُون: ﴿لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ سَبِيلٞ [آل عمران: 75]، قال تعَالى: ﴿وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ [النساء: 161].

فاليَهُود عندهم أُمُور كفرية شنيعة والنَّصارَى أشد، والجميع كفارٌ لأنهم لم يؤمنوا بمُحمَّد صلى الله عليه وسلم، فكيف يُقال: إنهم على دين صحيح، وإن الإِنْسَان بالخيار إن أراد أن يصير يهوديًّا أو نصرانيًّا أو يصير مسلمًا، وأنه يجوز أن تُفتح الكنيسة بجانب المسجد، ويجوز أن يُطبع القُرْآن والإِنجِيل والتَّورَاة بغلافٍ واحدٍ؛ لأنها كلها حق؟!!! انظر كيف وصل الأَمر إلى هذا الحد.

وهذا ما يقوله اليوم كَثِير من الصحفيين والكُتَّاب المحسوبين على الإِسْلام، يَقولُون: إن النَّصارَى على حق، وهم يعلمون أنهم يَقولُون إن الله ثالث ثلاثة، ويكفرون بمُحمَّد صلى الله عليه وسلم !! بل إن اليَهُود كفروا بمُحمَّد صلى الله عليه وسلم وكفروا بعِيسَى عليه السلام، وقتلوا عددًا من الأَنبيَاء، وهموا بقتل آخرين، فكيف يُقال: إنهم على حق وإنهم مُسلِمُون؟!!

قوله: «واستحلال دماء المُسْلمين وأموالهم»؛ لأن الذين غزوا بِلاَد نجد استحلوا دماء المُسْلمين وأموال المُسْلمين، ومن استحل ما حرَّم اللهُ فقد كفر بالإجماع.

قوله: «والخروج عن جماعة المُسْلمين إلى جماعة المُشْركين»، المراد بالمُشْركين هنا الذين يَعبُدون القُبُور والأَموَات، فهَؤُلاءِ تركوا ولاية المُسْلمين وانضموا إلى أعدائهم، وصارُوا يقاتلون مع الأَعدَاء، 


الشرح