×

 والاعتزاز بعقيدته ظاهرًا وباطنًا، وعدم المساومة على شيء من أُمُور دينه، ذلك لمن يريد النَّجاة والسعادة في الآخِرَة.

أما الذي يريد الدُّنيا فإنه يشتريها بأيِّ ثمن ولو بدينه، أما الذي يريد الآخِرَة فإنه يبيع الدُّنيا من أجل دينه، قال تعَالى: ﴿۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 111]، فالمسلم يبيع دنياه من أجل سلامة دينه، والمنافق يبيع دينه من أجل سلامة دنياه.

فمجرد الخَوْف منهم لا يبيح للمسلم أن يركن إليهم، بل يصبر ولا يخاف إلا الله عز وجل، وإذا خاف منهم سلّطهم الله عليه، لكنه إذا خاف من الله منعه منهم، وهذا شيء معروف لكنه يحْتَاج إلى قوة إِيمَان، وقوة عقيدة، وصبر واحتساب.

قوله: «فكيف بمن اتخذ الرُّكُون إليهم دينًا ورأيًا حسنا؟» كيف بمن تجاوز الرُّكُون إليهم في حالة الخَوْف - مع أن ذلك لا يَجُوز - إلى أن يتخذ الرُّكُون إليهم دينًا؟ يقول: هذا من الدِّين، وكلهم بنو آدم، وهم إخواننا في الإِنْسَانية، وينادي بحرية الأَديَان، ويقول: كلٌّ له دينه. مِن بَابِ الإقرار له وتصحيح ما هو عليه من الكُفْر.

وهذا معناه أن نترك الوَلاء والبَراء، ولا نفرِّق بين الحقِّ والبَاطِل، وهذه الفكرة ينادي بها الآن بَعْض أبناء المُسْلمين، وهي نابعة أصلاً من


الشرح