×

الكفَّار، وروَّجها بَعْض الجَّهلة من المُسْلمين أو المُنَافقِين، وقالوا: إن بني الإِنْسَانية كلهم إخوة، ويجب أن يُترك النَّاس كلٌّ يعتقد ما يشاء، ولا حَجْر على النَّاس في أَديَانهم، ولا وصاية عليهم.

إذن لا حاجة إلى القُرْآن ولا السُّنة، ولا حاجة إلى إرسال الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، على هذا الرأي وعلى هذا القول.

ويَقولُون أَيضًا: هذا هو السِّياسَة وهذا هو الرأي الحسن، والذي يتشدد ويمنع من موالاة الكفَّار هذا من المتطرفين والمنحرفين والغلاة، وهذا غلو وإفراط وتشدد.. إلى آخر ما يَقولُون.

لكن المُؤْمِن لا يهمه هذا، ولا يلتفت إلى هذه الأقوال، فيصبر على دينه؛ لأنه على الحقِّ، وهذه الأقوال إنما تضر أصحابها، ولا تضر المُؤْمِنين شيئًا.

ويَقولُون أَيضًا: الذي لا يركن إليهم ويميل إليهم ليس عنده رأي، وأن الرأي السديد أن يتخذ عندهم يدًا فإذا ظهرت دولتهم يصير له يد عندهم؛ ذلك لأنهم لا يُحسنون الظَّن بالله عز وجل قال تعَالى: ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ [المائدة: 52]، يَقولُون: إذا انتصر الكفَّار على المُسْلمين وقد تعاملنا مَعهُم من قبل ووثقنا الصلة مَعهُم بالتَّنَازل عن شيء من ديننا فإنهم لا يضروننا. وهذا من سوء الظَّن بالله عز وجل ﴿بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا [الفتح: 12]، بورًا: أي هالكين.


الشرح