×

ويُبطنون، وصار إِيمَانهم مجرد تصنع لأجل مطمع من مطامع الدُّنيا، هذا وجه المطابقة بين الآية وبين ما وقع.

قوله: ﴿ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ [الحج: 11] يعني: ارتدّ ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ [الحج: 11] هو فعل هذا لأجل أن يكسب دنيا، ولأجل أنه يطمع فيما عند الأَعدَاء، أو لأجل أن ينجو من شرِّهم، لكن لم يحصل له هذا، فلا هو الذي بقي على دينه وربح الآخِرَة ولا هو الذي نال ما يريد في انقلابه وردَّته، فحصلت عليه الخسارتان والعِيَاذ باللهِ.

فهذه الآية مطابقة تمامًا لما جرى في نجد وقت الفِتنَة من أناس كانوا يظهرون أنهم من أَهل التَّوحِيد، وأنهم آمنوا بالله واقتنعوا، فلما جاءت الفِتنَة انكشفت حقائقهم وصاروا ضد أَهل التَّوحِيد، وهكذا الفتن إذا جاءت تبين الصَّادق من الكاذب.

ونَحْن الآن نعيش في فِتنَة من الكفَّار، فهم يريدون أن يغيروا كل شيء في ديننا وأن يجعلونا تبعًا لهم، وننفذ ما يريدون ولو خالف ديننا، فمن النَّاس من استجاب لهم، وصار يتكلم بألسنتهم ويكتب ويسب المُسْلمين ويسب الإِسْلام والدِّين، ويعتبره غلوًّا وتطرُّفًا.. إلى آخر ما يَقولُون، فما أشبه الليلة بالبارحة.

قوله: «فأخبر تعَالى أن من النَّاس من يعْبد اللهَ على حرفٍ أي على طرف» ففي وقت الرخاء النَّاس كلهم سواء، ولا يُدرى مَنِ الصَّادق مِن الكاذب، ولكن في وقت الشدة يتبين الصَّادق من الكاذب.


الشرح